2025-09-23 04:12:38
أمس الأحد، اختتمت واحدة من أكثر سباقات الدوري الإنجليزي إثارة في التاريخ، حيث أخفق ليفربول في آخر خطوة لإزاحة مانشستر سيتي عن العرش، لكنه قدم أداءً استثنائياً جمع خلاله 97 نقطة – وهو إنجاز نادراً ما يحققه فريق دون الفوز باللقب. تحت قيادة يورغن كلوب، أثبت الريدز أن الأحلام الكبيرة ممكنة التحقق، وأن الفجوة التي كانت تبدو مستحيلة يمكن تقليصها إلى نقطة واحدة فقط.
لكن القصة الحقيقية لهذا الموسم تكمن في الهوة الواسعة التي تفصل بين الثنائي المتصدر وبقية فرق “الستة الكبار”. تشلسي وتوتنهام وأرسنال ومانشستر يونايتد – جميعهم يشاهدون المعركة من بعيد، ويستعدون لاستثمارات صيفية باهظة في محاولة للعودة إلى المنافسة الحقيقية الموسم المقبل.
مانشستر سيتي، بقيادة بيب غوارديولا، رفع سقف المنافسة إلى مستويات غير مسبوقة. بعد تحقيقه الرقم القياسي الموسم الماضي بـ100 نقطة و106 أهداف، استمر في تقديم كرة قدم ساحرة وضعت معايير جديدة للبطولة. أما ليفربول، فبعد أن أنهى الموسم الماضي في المركز الرابع بفارق 25 نقطة، قدم تحولاً مذهلاً جعله المنافس الوحيد القادر على مواكبة الآلة الزرقاء.
التحديات التي تواجه الفرق الأخرى تبدو أكبر من أي وقت مضى. تشلسي يعاني من قيود الانتقالات بسبب عقوبة الفيفا، وتوتنهام يواجه تحديات مالية رغم تأهله التاريخي لنهائي دوري الأبطال، وأرسنال يستمر في المعاناة من نفس المشكلات الدفاعية، بينما يبدو مانشستر يونايتد أبعد ما يكون عن عهده الذهبي.
الجميع يدرك أن اللحاق بالثنائي المتصدر يتطلب أكثر من مجرد صفقات انتقالات. يتطلب رؤية تكتيكية واضحة، واستقراراً إدارياً، وفلسفة لعب متكاملة. ربما يكون أهم درس من هذا الموسم هو أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي أصبحت تتطلب الكمال، أو شيئاً قريباً منه جداً.
مع استعداد الأندية لمعركة الانتقالات الصيفية، يبقى السؤال الأكبر: هل يمكن لأي من هذه الفرق أن تقفز القفزة النوعية اللازمة لمنافسة مانشستر سيتي وليفربول الموسم المقبل؟ الإجابة قد تحدد مستقبل الدوري الإنجليزي لسنوات قادمة.